كل ما تود معرفته عن التغير المناخي

كل ما تود معرفته عن التغير المناخي

يشكّل التغيّر المناخي محور الاهتمام الدولي لضرورة تنفيذ إجراءات دولية فعّالة وطويلة الأمد من أجل المحافظة على الكوكب، وتحقيق استدامة الموارد الطبيعية، وإيجاد الحلول البيئية المناسبة من أجل المحافظة على البيئة، والتعامل مع آثار التلوث بكافة أشكاله؛ تلوث التربة، والهواء، والماء؛ كل ذلك من أجل تأمين مستقبل الكوكب، وحفاظاً عليه للأجيال القادمة.

لكن، ما هو التغير المناخي بالضبط؟ وما هي مظاهره وأخطاره؟ وكيف يمكننا أن نكون أصدقاء للبيئة خلال حياتنا اليومية؟

تعريف التغير المناخي

التغير المناخي هو مجموعة التحوّلات طويلة المدى المؤثرة على الأحوال الجوية للكوكب، وتشمل هذه التحولات تغيراً على درجات الحرارة وأنماط الطقس. ويعود السبب في التغير المناخي بشكل كامل إلى النشاط البشري؛ إذ ظهر التغير المناخي بداية بسبب الثورة الصناعية التي شهد العالم خلالها إبدال العمل اليدوي بالآلات، مما أدى إلى إنشاء المصانع وتطوّرها بشكل مستمر وغير مسبوق، ومن الجدير بالذكر أن الثورة الصناعية التي بدأتْ في القرن الثامن عشر، انتشرتْ  من بريطانيا إلى دول أوروبا الغربية في القرن التاسع عشر، ثم إلى أنحاء العالم كافة.

إذاً، لقد ظهر التغير المناخي نتيجة انبعاث غازات الدفيئة من المصانع، وبما أنّ هذه الغازات تغلف كوكب الأرض، فإنها تعمل على حبس حرارة الشمس، وبالتالي رفع درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى العديد من مظاهر التغير المناخي الآخذة في التفاقم، والتي يزيد تهديدها للبيئة ومستقبل الجنس البشري يوماً بعد يوم.

طالع أيضا : السياسة والأخلاق

مظاهر التغير المناخي ومخاطره

إنّ ارتفاع درجة حرارة الأرض ليس إلا نقطة بداية للعديد من مظاهر التغير المناخي والمخاطر التي تشكّل تحدياً أمام بقاء الجنس البشري، ومن هذه المظاهر والمخاطر ما يأتي:

  1. الظواهر المناخية العنيفة مثل البراكين، والفيضانات، والأمطار الغزيرة، والأعاصير، وموجات الحر، والحرائق وما تسببه من تدمير للنباتات والحيوانات ومواطنها، مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي.
  2. تبدّل الفصول الأربعة، أي تبدّل معدلات الهطول المطري ومعدلات درجات الحرارة؛ فتعاني بعض المناطق من موجات باردة في الفترات التي تتوقع فيها درجات حرارة مرتفعة، كما تعاني مناطق أخرى من الفيضانات خلال الأوقات التي تتميز عادة بالجفاف.
  3. انهيار وذوبان الجبال الجليدية في مناطق القطبين، مثل “الأنتاركتيكا”، و”غرينلاند” وغيرهما.
  4. ارتفاع مستوى سطح البحر.
  5. تهديد العديد من الجزر والمدن الساحلية بالغرق بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
  6. تقلّص الغطاء النباتي والأراضي الصالحة للزراعة بسبب تلوث التربة، والظواهر المناخية العنيفة التي يشهدها الكوكب، إضافة إلى التوسّع العمراني وقطع الأشجار.
  7. تزايد عدد الأصناف الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض، مما يعمّق من اختلال التوازن البيئي.
  8. يؤدي كل من تقلّص الغطاء النباتي، والظواهر المناخية العنيفة، واختلال التوازن البيئي إلى انعدام انتظام المحاصيل الزراعية.
  9. تضخّم أسعار المواد الغذائية، مما يعمل مع مرور الوقت على تعميق أزمات الغذاء التي ستطال الكثير من الشعوب من مختلف الدول، وكذلك مختلف الشرائح المجتمعية، طالما استمرّ التغير المناخي في التفاقم.
  10. الجفاف بسبب الارتفاع المستمر لدرجة حرارة الأرض.
  11. تفاقم أزمة المياه بسبب الجفاف، والظواهر المناخية العنيفة وما تدمّره من البيئة البحرية، وندرة المياه، مما قد يؤدي في النهاية إلى الحروب والصراعات السياسية مستقبلاً.

ما الذي يمكنك القيام به للتخفيف من آثار التغير المناخي؟

على الرغم من أنّ التغيّر المناخي يعد تحدياً عالمياً لا يمكن مواجهته والحدّ من آثاره ومخاطره إلا بتكاتف الجهود الدولية، إلا أنّ ذلك لا يُلغي دور الأفراد في التقليل من آثار التغير المناخي، حيث أنّ الجهود الفردية تُحدِث فارقاً كبيراً عند تكاتفها، وعليه فإن من الأنشطة الفردية التي يمكنك القيام بها للتخفيف من آثار التغير المناخي ما يأتي:

  1. استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس قماشية.
  2. اقتناء كوب سفر وقارورة مياه معدنية يمكن إعادة استخدامها؛ من أجل تقليل استهلاك البلاستيك.
  3. زراعة الأشجار والنباتات.
  4. إعادة التدوير والاستخدام، إضافة إلى التسوّق في محلات الملابس/الأثاث/ والكتب المستعملة.
  5. ترشيد استهلاك المياه.
  6. تقليل استخدام الطاقة؛ إطفاء المصابيح عند الخروج من المنزل، أو عند المغادرة إلى غرفة أخرى، فصل الشواحن فور الانتهاء من شحن الهواتف والحواسيب المحمولة.
  7. المشي وركوب الدراجة عوضاً عن السيارة كلما أمكن.
  8. استخدام المواصلات العامة عوضاً عن ركوب السيارة.
  9. تقليل استهلاك اللحوم والألبان من أجل تقليل الانبعاث الكربوني الناجم عن نقلها، وحفظها، وتبريدها لفترات طويلة.

نهاية، إذا أردتَ أن تكون جزءاً من إحداث التغيير في العالم من خلال المحافظة على البيئة، قم بالمبادرة بالجهود الفردية أعلاه، وتحدّث عنها لمن حولك؛ حتى يزداد عدد المشاركين في الحفاظ على البيئة من أجل استدامتها. 

طالع أيضا : التنمر الالكتروني

Share